حتّى حضر، فأمره المعتصم أن يقطع يديه ورجليه فقطعهما فسقط، فأمر أن يشقّ بطنه، ثمّ حزّ رأسه. ووجّه به إلى خراسان وصلب بدنه بسرّ من رأى. فموضع خشبته مشهور إلى الآن.
[أخو بابك يحمل إلى بغداد]
وحمل أخوه إلى بغداد فعمل به ما عمل ببابك. ويقال إنّه لمّا صار إلى البردان أنزل على ابن شروين فى قصره، وابن شروين ملك طبرستان، فحمد الله أخو بابك وقال:
- «أنا أشكر الله حيث وفّق لى رجلا من الدهاقين يتولّى قتلى.» قال: «إنّما يتولّى قتلك هذا.»[٢٤٦] وأشار إلى نوذ، وكان حاضرا وقد حمل معه.
فقال:«أنت صاحبي وإنّما هذا علج فأخبرني أمرت أن تطعمني شيئا أم لا؟» قال: «قل ما شئت.» قال: «اضرب لى فالوذجة.» فأمر فضربت له فالوذجة فى جوف الليل فأكل منها حتّى تملّأ ثمّ قال:
- «يا با فلان ستعلم غدا أنّى دهقان إن شاء الله.» ثمّ قال: «تقدر أن تسقيني نبيذا؟» قال: «نعم ولا تكثر.» قال: «فإنى لا أكثر.» قال: فأحضر أربعة أرطال خمرا، فشربها على مهل إلى قريب الصبح. ثمّ وافى به من الغد مدينة السلام وأحضر رأس الجسر. فأمر إسحاق بن إبراهيم بن مصعب بقطع يديه ورجليه، فلم ينطق ولم يتكلّم ولم يضطرب، ثمّ أمر