للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن أخى أو الطمع فى مملكته؟ أما عرفت أنى نصرت الحسن بن الفيروزان وهو غريب منى مرارا كثيرة أخرج فيها كلها عن [٤٤٣] ملكي وأخاطر بنفسي وأحارب وشمكير وصاحب خراسان حتى إذا ظفرت وتمكنت من البلاد سلّمتها إليه وعدت من غير أن أقبل منه ما قيمته درهم فما فوقه طلبا للذكر الجميل ومحافظة على الفتوّة؟ أتريد أن تمتنّ أنت علىّ بدرهمين انفقتهما علىّ وعلى أولاد أخى ثم تطمع فى ممالكهم!» وخرج هؤلاء الرسل لا يملكون أرواحهم إشفاقا مما رأوا منه ومما ظهر من غيظه وغضبه.

[ابن العميد يحجب عن دار الإمارة]

وبلغ ابن العميد الرىّ وهو الوزير المقرب والأمين المتمكن وعند نفسه أنّ صورته كما كانت فحجب عن دار الامارة وردّ عنها أقبح ردّ وروسل به:

- «إنّك خرجت من عندنا ناصرا لبختيار ومدبرا عسكرنا وعسكر فناخسره حتى يستقيم أمر أولاد أخى ثم تأتينى الآن فى صورة فيج [١] تتحمل رسالة فناخسره فيما يهواه حتى يكون مكان أخى وأولاده ويطمع منّى فى أن أرخص له فى القبض عليهم وإزالة نعمهم ويتهددني بالعصيان! أمّا أنت فقد عرفت أنّك اخترته علىّ وسوّلت لك نفسك وزارة العراق ونزهة دجلة! ارجع اليه على حالك فو الله لأصلبن أمّك وأهلك على باب دارك ولأبيدنّ عشيرتك ومن يتصل بك عن وجه الأرض ولأتركنّك وذلك الفاعل (يعنى ابنه) تجتهدان ثم لا أخرج إليكم إلّا بنفسي فى ثلاثمائة جمّازة لا يصحبنى إلّا من عليها [٤٤٤] من الرجال ثم اثبتوا لى إن شئتم.»


[١] . فيج: كذا فى الأصل وهو الصحيح. فى مط ومد: قبح، وهو خطأ. وفيج فارسي معرّب أصله پيك. أى الرسول والبريد Lpage) .بالإنجليزية) كما مرّ سابقا.

<<  <  ج: ص:  >  >>