ذكر السبب فى ذلك لمّا توفّى أرمانوس ملك الروم اتّفق أن نقفور الدمستق وهو رجل ذو سياسة وصرامة كان قد خرج إلى بعض بلاد الإسلام ونكأ فيها ثم عاد فعرف خبر وفاة أرمانوس حين قرب من القسطنطينية [٢١] فاجتمع اليه وجوه الجند وقالوا له:
- «ان الملك قد مضى وخلف ولدين لا غناء عندهما مع صغر سنهما وما يصلح للنيابة عنهما فى تدبير الملك غيرك ونحن نرى ذلك من المصلحة للناس والمملكة.» فامتنع فراجعوه حتى أجابهم ودخل إلى الملكين وخدمهما وأظهر الحجبة لهما والنيابة عنهما ثم لبس التاج وتزوج بوالدتهما ثم وقع منه جفاء لها استوحشت به منه.
ذكر تدبير دبّرته المرأة حتى تمّ لها قتل نقفور لقلّة حزمه
راسلت ابن الشمشقيق وأطمعته فى قتل نقفور وأقامته مقامه فى التدبير واستقرّ الأمر بينهما على أن صار هو وعشرة نفر من خواصه سرّا إلى البلاط التي تنزلها هي ونقفور فأدخلته ليلا وكان نقفور يجلس أكثر الليل للنظر فى الأمور وقراءة السير ويبيت على باب البيت الذي يأوى إلى فراشه فيه خادمان، فلما حصل ابن الشمشقيق داخل البلاط هجموا على الموضع وقتلوا الخادمين وأفضوا إلى نقفور وقتلوه ووقعت الصيحة وظهرت القصة واستولى ابن الشمشقيق على [٢٢] الأمر وقبض على لاون أخى نقفور وعلى ورد بن