للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: فخرجت، فكان وجهى إلى مكّة.

قال ابنه ولم يزل بمكّة ولم تطل أيّامه بها حتّى مات.

ثمّ دخلت سنة سبع وستّين ومائة

ولم يجر فيها على ما بلغنا شيء يستفاد منه تجربة.

ثمّ دخلت سنة ثمان وستّين ومائة وتلك سبيلها ثمّ دخلت سنة تسع وستّين ومائة [٥١٠] وفيها كانت وفاة المهدىّ سبب وفاة المهدىّ

وكان سبب ذلك [١] أنّه كان عزم على تقديم ابنه هارون على ابنه موسى، فبعث إليه وهو بجرجان يحارب ونداذهرمز وشروين صاحبي طبرستان. وكان وجّهه المهدىّ فى جيش كثيف لم ير مثله وهيئة لم ير أحسن منها، فلمّا استدعاه علم ما يريد منه، فأبى عليه، فبعث إليه رسولا من الموالي، فضربه موسى، فخرج المهدىّ بسبب موسى فتوفّى فى طريقه.

واختلف فى سبب وفاته، فذكر عن واضح قهرمانه أنّه قال:

خرج المهدىّ يتصيّد بماسبذان بقرية يقال لها: الرّذّ، فطردت الكلاب صيدا وأظنّه قال ظبيا، فلم يزل يتبعها، فاقتحم الظبى باب خربة واقتمحت الكلاب واقتحم الفرس خلف الكلاب فدقّ ظهره فى باب الخربة فمات من ساعته.

وذكر غيره: أنّ المهدىّ كان جالسا فى علية قصر بما سبذان يشرف من منظرة فيها على سفله، وكانت جاريته حسنة [٢] قد عمدت إلى كمثّرى كبير


[١] . انظر الطبري (١٠: ٥٢٣) .
[٢] . فى الأصل: حسنة. على أنّه وصف، وليس كذلك. وانما هو اسم الجارية كما يأتى فى الأسطر الآتية.

<<  <  ج: ص:  >  >>