للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مهم لما فى قلوبهم من روعة الهزيمة.

وكان من ضمّ إليه من هذه الطبقة اثنين وعشرين ألفا، ثمّ انتخب ستّة آلاف من الجند فضمّهم إلى اثنى عشر ألفا كانوا معه متخيّرين، وكان بكّار بن مسلم العقيلي فيمن انتخب ثمّ تعبّأ للقتال وخندق وجعل بكّارا على مقدّمته، وسمّى لميمنته وميسرته وساقته من ارتضاهم. ثمّ سار إلى موضع اختاره، فنزله وخندق عليه، وأدخل خندقه جميع ما أراد، وأدخل إليه جميع أصحابه، وجعل له أربعة أبواب وجعل على كلّ [٤٧١] باب منها من أصحابه الذين انتخب وهم أربعة آلاف وجعل مع صاحب مقدّمته، وهو بكّار، ألفين تكملة لثمانية عشر ألفا.

فأقبل الأعداء معهم المرور والزبل [١] والفؤوس يريدون دفن الخندق ثمّ الهجوم عليهم. فأتوا الخندق من قبل بكّار بن مسلم، فشدّوا عليه شدّة لم تكن لأصحاب بكّار نهاية دون أن انهزموا، حتّى دخلوا عليهم الخندق، فلمّا رأى ذلك بكّار رمى بنفسه، فترجّل على باب الخندق، ثمّ نادى أصحابه:

- «يا بنى الفواجر، أمن قبلي يؤتى المسلمون؟» فترجّل معه من عشيرته وأهله نحو من خمسين رجلا، فمنعوا بابهم حتّى أجلوا الناس عنه، وأقبل إلى الباب الذي كان عليه خازم رجل كان مع استاد سيس [٢] من أهل سجستان يقال له الحريش وهو الذي كان يدبّر أمرهم.

حيلة لخازم حتّى هزم عدوّه

فلمّا رآه خازم مقبلا بعث إلى الهيثم بن شعبة وهو فى الميمنة أن:

- «اخرج من بابك الذي أنت عليه، فخذ غير الطريق الذي يوصلك إلى الباب


[١] . فى آ: المروز والزمل. ما فى الطبري (١٠: ٣٥٦) : كالأصل.
[٢] . ما فى الأصل: مهمل.

<<  <  ج: ص:  >  >>