للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سنّتهم فى دفن موتاهم

فلم يزل أصحاب المرزبان عن قتال [١] الروسية وحصارهم إلى أن ضجروا واتفق أن زاد الوباء عليهم فكان إذا مات الرجل منهم دفنوا معه سلاحه [١٠٦] وثيابه وآلته وزوجته أو غيرها من النساء وغلامه إن كان يحبه على سنة لهم.

فاستثار المسلمون بعد زوال أمرهم مقابرهم فاستخرجوا منها سيوفا يتنافس فيها إلى اليوم لمضائها وجودتها.

فلمّا قلّ عددهم خرجوا ليلا من الحصن الذي كانوا فيه وحملوا على ظهورهم كل ما أمكنهم من المال والجواهر والثياب الفاخرة وأحرقوا الباقي وساقوا من النساء والصبيان والصبايا ما شاءوا ومضوا إلى الكرّ وكانت السفن التي خرجوا فيها من بلادهم معدّة فيها مع ملّاحهم وثلاثمائة رجل من الروسية كانوا يمدونهم بإقساطهم من غنائمهم فجلسوا فيها ومضوا وكفى الله المسلمين أمرهم.

[شاهد يروى ما رءاه]

فسمعت ممن شاهد هؤلاء الروسيّة حكايات عجيبة من شدّتهم وقلّة مبالاتهم بمن يجتمع عليهم من المسلمين فمن ذلك خبر شاع فى الناحية وسمعته من غير واحد أنّ خمسة نفر [٢] من الروسية اجتمعوا فى بستان ببرذعة وفيهم غلام أمرد وضيء الوجه من أولاد رؤسائهم ومعهم نسوة من السبي وأنّ المسلمين لمّا عرفوا خبرهم أحاطوا بالبستان واجتمع عدد كثير


[١] . فى قتال: كذا فى الأصل ومط، مع شيء من الغموض فى الأصل. والمثبت فى مد: عن قتال، لصعوبة قراءة ما فى الأصل.
[٢] . نفر من: كذا. وما فى مط: نفرض (بالتصحيف) .

<<  <  ج: ص:  >  >>