كان أبو نصر بأصبهان مقيما نائبا عن أبيه مؤيد الدولة فى ولده وحرمه.
فلمّا عرف خبر وفاته بادر بمن خفّ معه يريد جرجان فبلغه فى بعض الطريق خبر استقرار فخر الدولة فى الامارة فأقام بموضعه وكاتبه يستأذنه فى الإتمام إلى حضرته. فأجابه بالجميل وصلة [١٤٤] الرحم وأمره بالإتمام والمسير فسار ووصل إلى جرجان فأكرم غاية الإكرام.
وقدم أبو على القاسم بن على بن القاسم عائدا من فارس مع المال المحمول وقد كان مؤيد الدولة أنفذه إليها حسب ما تقدم ذكره.
وأنفذ فخر الدولة أبا القاسم القاضي العلوي رسولا إلى الأمير أبى الفوارس ابن عضد الدولة وأقام بجرجان يجمع الأموال ويملأ بها القلاع إلى أن ورد إليه تاشى هاربا من خراسان فأنزله بجرجان وقرّر عليه ارتفاعها وانصرف هو إلى الرىّ وأقام تاشى بها إلى أن توفى وقيل مات مسموما.
وفى هذه السنة شغب الأتراك ببغداد وبرزوا متوجهين إلى شيراز بعد أن كانت طائفة منهم قد سارت قبلهم ولحقت بفارس.
فركب زيار بن شهراكويه فى أثر هؤلاء وردّ أكثرهم وأخذ أبا منصور ابن أبى الحسن الناظر وكان قد خرج هاربا وولده مع شرف الدولة لم يقبض عليه فردّ بعد أن جرح لأنّه مانع عن نفسه واعتقل.
وكان خال ولد أبى القاسم عبد العزيز بن يوسف. فلمّا عرف عبد العزيز هربه من الليل خاف أن يسعى أبو عبد الله بن سعدان به إلى صمصام الدولة ويوغر صدره عليه وينسب هربه إليه فرأى أن يسبق بإظهار إبراء الساحة قبل أن [١٤٥] ينتهز عدوّه الفرصة.