للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الطائي فشخص إليهم فظفر بجماعة منهم وظفر برئيس لهم يعرف بابن أبى القوس [١] فوجّه به وبهم فدعا به المعتضد وساءله ثمّ أمر به فقلعت أضراسه ثمّ خلّع مدّت إحدى يديه ببكرة وعلّق فى الأخرى صخرة وترك على حاله تلك ثلاثة ساعات ثمّ قطعت يداه ورجلاه [١٩] من غد هذا اليوم وضربت عنقه وصلب.

[سياسة المعتضد فى الشيخ والمرأة المغصوبة والرجل الغاصب]

ومن سياسة المعتضد التي تستفاد منها تجربة ما حدّث به أبو الحسين محمّد بن عبد الواحد الهاشمي أنّ شيخا من التجار كان له على بعض القوّاد مال جليل، فماطله ثمّ جحده. قال: فعملت على التظلّم إلى المعتضد لأنّى كنت تحمّلت عليه وتظلّمت إلى عبيد الله بن سليمان فلم ينفعني ذلك فقال لى بعض إخوانى:

- «علىّ أن آخذ المال لك ولا تحتاج إلى الظلامة إلى الخليفة، قم معى الساعة.» قال: فقمت معه فجاء بى إلى خيّاط فى سوق الثلاثاء وهو جالس يخيط ويقرأ القرآن فى مسجد. فقصّ عليه قصّتى، فقام معنا. فلمّا مشيت تأخّرت وقلت لصديقى:

- «إنّك قد عرّضت هذا الشيخ ونفسك وإيّاى لمكروه عظيم.» قال: «كيف؟» قلت: «لأنّه قد استخفّ بى مرارا وبجماعة من شفعائي مرارا كثيرة ولم


[١] . فى الطبري (١٣: ٢٢٠٦) : ابى فوارس. وفى حواشيه: أبى الفوارس.

<<  <  ج: ص:  >  >>