للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان أوّل ما حصل فى قلب أبى جعفر منه أنّ رياحا قال له يوما:

- «يا أمير المؤمنين، أمّا أهل خراسان فشيعتك وأنصارك وأمّا أهل العراق فشيعة آل أبى طالب، وأمّا أهل الشام فو الله ما علىّ عندهم إلّا كافر وما يعتّدون بأحد من ولده ولكن أخاهم محمّد بن عبد الله بن عمرو لو دعا أهل الشام ما تخلّف عنه منهم أحد.» فوقعت فى نفس أبى جعفر إلى أن حجّ، فكان من أمره ما كان.

بنى على الديباج وهو حىّ

وكان [٤٠٣] محمّد بن إبراهيم بن حسن بن حسن يقال له الديباج. فلمّا أدخل على أبى جعفر، نظر إليه وقال:

- «أنت الديباج؟» قال: «نعم.» قال: «أما والله لأقتلنّك قتلة ما قتلها أحد من أهل بيتك.» ثمّ أمر باسطوانة مبنيّة فعرقبت وأمر حتّى أدخل فيها ثمّ بنى عليه وهو حىّ.

وكان محمّد هذا ممّن يختلف إليه الناس ينظرون إلى حسنه.

ثمّ إنّ أبا جعفر المنصور كان يسقى واحدا بعد واحد فماتوا جميعا إلّا ثلاثة نفر: فأمّا عبد الله بن حسن فاختلف فيه فقال قوم قتل وقال آخرون بل دسّ إليه المنصور من أخبره أنّ محمّدا ابنه قد ظهر فقتل، فانصدع قلبه فمات.

[ودخلت سنة خمس وأربعين ومائة]

[ظهور محمد بن عبد الله من المذار]

وفيها ظهر محمّد بن عبد الله من المذار فى مائتين وخمسين رجلا، وجاء

<<  <  ج: ص:  >  >>