وفيها تحرّك قوم فى ربض عمرو بن عطاء وأخذوا البيعة على أحمد بن نصر الخزاعي.
ذكر السبب فى ذلك السبب فى ذلك أنّ أحمد بن نصر بن مالك [بن الهيثم][١] الخزاعي- ومالك بن الهيثم أحد نقباء بنى العباس وقد تقدّم ذكره فيما مضى- يغشاه أصحاب الحديث. وكان أحمد بن نصر هذا يباين من قال بخلق القرآن وباينه مثل يحيى بن معين وابنا الدورقي وأبو خيثمة، وله مرتبة كبيرة فى أصحاب الحديث، وبسط لسانه فيمن يقول بخلق القرآن، مع غلظة الواثق كانت على كلّ من يقول ذلك وامتحانه إيّاهم فيه وغلبة ابن أبى دؤاد عليه.
فجعل أحمد بن نصر لا يذكر الواثق إلّا بالخنزير فيقول:
- «فعل هذا الخنزير ... وصنع هذا الكافر.» وفشا ذلك [٣١٠] حتى خوّف، وقيل له: قد اتصل أمرك به وحرّكه المطيفون به ممّن ينكر القول بخلق القرآن من أصحاب السلطان ومن عامّة بغداد، وحرّكوه لإنكار القول بخلق القرآن وقصده الناس لرتبته فى أصحاب الحديث ولما كان لأبيه وجدّه فى دولة بنى العباس من الأثر فكانت له أيضا رئاسة ببغداد فى سنة إحدى ومائتين.
[١] . ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل، فأضفناه من تد (٥٢٨) والطبري (١١: ١٣٤٣) .