للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- «لو قال لك: أجرى لك دجلة والفرات ذهبا وفضّة فلا ترفع عنه [١٦١] الضرب حتّى تقتله كما أمرت.»

تنفيذ أمر المقتدر فى الحلّاج

ففعل محمّد بن عبد الصمد صاحب الشرطة ذلك وحمله تلك الليلة على الصورة التي ذكرت وركب غلمان حامد معه حتّى أوصلوه إلى الجسر وبات محمّد بن عبد الصمد ورجاله حول المجلس.

فلمّا أصبح يوم الثلاثاء لستّ بقين من ذى القعدة أخرج الحلّاج إلى رحبة المجلس واجتمع من العامّة خلق كثير لا يحصى عددهم وأمر الجلّاد بضربه ألف سوط فضرب وما تأوّه ولا استعفى.

قال: فلمّا بلغ ستمائة سوط قال لمحمّد بن عبد الصمد:

- «ادع بى إليك فإنّ عندي نصيحة تعدل عند الخليفة فتح قسطنطينية.» فقال: «قد قيل لى إنّك ستقول هذا وما هو أكثر منه، وليس إلى رفع الضرب عنك سبيل.» فسكت حتّى ضرب ألف سوط ثمّ قطعت يده ثمّ رجله ثمّ يده ثمّ رجله [١] ثمّ ضرب عنقه وأحرقت جثّته ونصب رأسه على الجسر، ثمّ حمل رأسه إلى خراسان.

وادّعى أصحابه أنّ المضروب كان عدوّا للحلّاج ألقى شبهه عليه. وادّعى بعضهم أنّه رآه وخاطبه فى هذا المعنى بجهالات لا يكتب مثلها. وأحضر الورّاقون وأحلفوا أن لا يبيعوا شيئا من كتب الحلّاج [١٦٢] ولا يشتروها.


[١] . ثم يده ثمّ رجله. جاء فى الأصل أيضا بالتكرار. وليس هذا من خطأ الناسخ. بل للتعبير عن ترتيب القطع. وحذف التكرار فى مد ظنّا أنّه تكرار زائد.

<<  <  ج: ص:  >  >>