للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شيئا مما أدين به، وإنّما أدين بما أخذته من مؤدّبى [١] .» وقال أنوشروان:

تصدّقت على مساكين الروم

«لمّا غدر بى قيصر وغزوته فذلّ وطلب الصلح وأنفذ إلىّ بمال وأقرّ بالخراج والفدية، تصدّقت [٢] على مساكين الروم وضعفاء مزارعيها مما بعث إلىّ قصير بعشرة آلاف دينار، وذلك في ما وطئته من أرض الروم دون غيرها.» وقال:

[تخفيف الخراج لعمارة الأراضى]

«لما هممت بتصفّح أمر الرعية بنفسي، ورفع البلاء والظلم عنهم، وما ينوبهم من ثقل الخراج- فإنّ فيه مع الأجر تزيين المملكة، وغناهم، وقدرة الوالي على ما يجب أن يستخرج منهم، إن هو احتاج إلى ذلك، وقد كان في آبائنا من يرى أنّ وضع الخراج [١٩٠] عنهم للسنة والسنتين والتخفيف أحيانا، ممّا يقوّيهم على عمارة أرضيهم- فجمعت العمال ومن يؤدّى الخراج، فرأيت من تخليطهم ما لم أر له حيلة إلّا التعديل والمقاطعة على بلدة بلدة، وكورة كورة، ورستاق رستاق، وقرية قرية، ورجل رجل، واستعملت عليهم أهل الثقة والأمانة في نفسي، وجعلت في كلّ بلد مع كلّ عامل أمناء يحفظون عليه، وولّيت قاضى كلّ كورة النظر في أهل كورته،


[١] . مؤدّبى: الباء ليست واضحة في الأصل. مط: مودى. وهو من الإيداء بمعنى المحسن والمنعم.
[٢] . في الأصل: «صدقت» وما أثبتناه من مط.

<<  <  ج: ص:  >  >>