ويتسرع بلا تدبير. فكمن كمينا على جبلين بالقرب من موضعه الذي كان معسكرا فيه بينهما مسلك مضيق، ثمّ دسّ إلى المواشي التي معه جماعة من الأرمن حتّى قتلوا رعاءها واستاقوها فى ذلك المضيق وهرب بعض الرعاء إلى اللشكرى مجروحا فصادفه خارجا من الحمّام فى سوق زوزان فأخبره الخبر، فسار لوقته وأخذ ذلك الراعي بين يديه ليدلّه على الطريق وليس معه إلّا ستّة نفر من غلمانه أخذهم فتح اللشكرى- وهو أحد قوّاد السلطان بمدينة السلام وقد شاهدته- وكان موصوفا بالبسالة والشجاعة وراسل باقى أصحابه فى العسكر أن يلحقوه.
ذكر اتفاق حسن اتّفق لفتح هذا الغلام حتّى سلم وحده من القتل
اتّفق أن غمزت دابّة كاتبه لما قضاه الله من سلامته فنزل لينظر ويصلح حافرها فسبقه اللشكرى ولم يعرج عليه ومضى مع الخمسة النفر الذين بقوا معه، فوصل إلى المضيق قبل أن يلحقه أصحابه الذين استدعاهم من المعسكر وولج الموضع فلمّا توسّطه ثار إليه الكمناء فقتلوه والغلمان الذين معه وأخذوا رؤوسهم وأسلابهم [١] وتركوا جثثهم ومضوا.
ثمّ وصل العسكر [١٠] إلى الفتح هذا الغلام وتبعوا اللشكرى، فلمّا رأوا جماعتهم عرفوهم فانصرفوا معتزلين واجتمع أهل عسكره فعقدوا الرئاسة لابنه لشكرستان وتقرر الرأى بينهم ليحرزوا سوادهم وأثقالهم وغنائمهم من ورائها ويرجعوا إلى بلد أطوم بن جرجين فيدركوا ثأرهم منه ويأتوا عليه قتلا ونهبا.
[١] . كذا فى الأصل ومط: أسلابهم. والمثبت فى مد: أشلاءهم.