- «وكذب، فإنّى كنت حاضرا وما زال عن فرسه [٤٨٨] حتّى أتاه خبر الهزيمة وأتى بالرؤوس.»
أسر يحيى بن محمد وقتله وادعاء صاحب الزنج فى نبوّته
وفيها أسر يحيى بن محمد البحرانىّ قائد الزنج. وذلك أنّه وافى نهر العباس فلقيه بفوهة النهر ثلاثمائة وسبعون فارسا من أصحاب العامل بالأهواز فاستقلّهم وكان هو فى جمع عظيم فترك الاستعداد لهم، فرشقوهم حتّى أكثروا فيهم الجراح.
وكان بلغ أبا أحمد خبره فأنفذ طاشتمر [١] التركىّ فى جيش، فلمّا أشرفوا عليهم ألقى الزنج نفوسهم فى الماء وبقي يحيى فى بضعة عشر رجلا، فنهض يحيى عند ذلك فأخذ درقته وسيفه واحتزم بمنديل وتلقّى القوم بمن معه، فرشقهم أصحاب طاشتمر بالسهام فجرح البحراني بثلاثة أسهم.
ولمّا رآه أصحابه جريحا تفرّقوا عنه ولم يعرف. فرجع حتّى دخل سفينة وعبر به إلى ناحية أصحابه. فلمّا راه الزنج مثقلا بالجراحات ضعفت قلوبهم فتركوا القتال وهربوا وقتل منهم خلق كثير وحاز أصحاب السلطان الغنائم التي كانت فى السفن.
ومشى يحيى البحرانىّ وهو مثخن حتّى ألقى نفسه فى موضع وبات ليلته ومعه عبّاد المتطبّب، فنهض عبّاد لمّا أصبح وجعل يمشى متشوّفا لأن يرى
[١] . طاشتمر: هناك خلط فى رسم هذا الإسم بين كونه «طاشتم» وكونه «طاشتمر» ويرجع ذلك إلى كتابة الميم، أو التخفيف فى التعريب فى مط: طاشتم، وفى الطبري (١٢: ١٨٦٨) : طاشتمر.