للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عنده، فأتاه حين وافى مكّة بالحسن بن إبراهيم بن عبد الله الذي كان استأمن له، فأحسن المهدىّ صلته وجائزته وأقطعه مالا من الصوافي بالحجاز.

وفيها نزع المهدىّ كسوة الكعبة التي كانت عليها، وكساها كسوة جديدة، وذلك أنّ حجبة الكعبة رفعوا إليه أنّهم يخافون أن تنهدم لكثرة ما عليها من الكسوة، فأمر بتنحية ما عليها [١] حتّى بقيت مجرّدة ثمّ طلى البيت بالخلوق وكسى.

وحكى أنّهم لمّا بلغوا إلى كسوة هشام وجدوها ديباجا ثخينا جدا، ووجدوا كسوة من كان قبله عامّتها من متاع اليمن.

وقسّم المهدىّ فى هذه السنة مالا عظيما فى أهل مكّة والمدينة. فذكر أنّه قسّم فى تلك السفرة [٤٩٥] ثلاثين ألف ألف درهم حملت معه ووصل إليه من مصر ثلاثمائة ألف دينار، ومن اليمن مائتا ألف دينار، فوهب ذلك كلّه وفرّق من الثياب مائة ألف وخمسين ألف ثوب، ووسّع مسجد رسول الله، صلّى الله عليه، وأمر بنزع المقصورة التي فى المسجد فنزعت وأراد أن ينقض منبر رسول الله، صلّى الله عليه، فيعيده إلى ما كان عليه ويلقى منه ما كان معاوية زاد فيه، فشاور فى ذلك مالك بن أنس، فقيل له:

- «إنّ المسامير قد سلكت فى الخشب الذي أحدثه معاوية فى الخشب الأوّل وهو عتيق ولا نأمن إن خرجت المسامير التي فيه وزعزعت أن ينكسر، فتركه المهدىّ على ذلك.

ثمّ دخلت سنة إحدى وستين ومائة

خروج المقنّع بخراسان

وفيها خرج حكيم المقنّع بخراسان، وكان يقول بتناسخ الأرواح، فاستغوى


[١] . «فأمر بتخية ما عليها.» غير موجودة لا فى الأصل ولا فى آ، زدناها من مط. فى الطبري: فأمر أن يكشف عنها.

<<  <  ج: ص:  >  >>