- «إنك أثخنت، وعجزت عن القتال، فلم تقتل نفسك، أقبل إلىّ، ولك الأمان.» فقال: «آمن أنا؟» قال: «نعم.» وقال القوم: «أنت آمن.» فأمكن من نفسه، [٨٨] فدنوا منه، وحملوه. فقال:
- «يا محمد بن الأشعث، أراك ستعجز عن أمانى..» وذلك أنه نزع سيفه من عاتقه، فاستوحش.
- «.. فهل لك فى خير؟ تستطيع أن تبعث رجلا من عندك على لساني يبلغ حسينا- فإنّى أراه قد خرج، أو هو خارج غدا- فيقول له: إنّ ابن عقيل بعثني، وهو أسير، لا يرى أنه يمسي وهو يقتل، وهو يقول لك: ارجع بأهل بيتك، ولا يغرّك أهل الكوفة، فإنّهم أصحاب أبيك، الذي كان يتمنّى فراقهم بالموت، أو القتل، إنّ أهل الكوفة قد كذبوك، وكذبوني، وليس لكذوب [١] رأى.» فقال ابن الأشعث:
- «والله، لأفعلنّ، ولأعلمنّ الأمير عبيد الله، أنّى آمنتك.»
[مسلم فى قصر ابن زياد]
وذهب به إلى ابن زياد، وأنفذ رجلا على راحلة إلى الحسين بما قال مسلم.
فلما دخل به على ابن زياد، قال:
[١] . وما فى الأصل والطبري (٧: ٢٦٣) : لمكذوب. وفى مط: لكذوب.