للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بموضعه وخندق عليه.

[ذكر ما احتال به طاهر عليهما حتى اختلفا]

ثمّ إنّ طاهرا دسّ إليهما قوما، فكانوا يأتون العسكرين جميعا بالأخبار الباطلة والأراجيف الكاذبة بأنّ محمدا قد وضع العطاء لأصحابه وقد أمر لهم من الأرزاق بكذا وكذا، ولم يزل يحتال فى وقوع الاختلاف والشغب بينهم حتّى اختلفوا، وقاتل بعضهم بعضا، فأخلوا خانقين ورجعوا عنها من غير أن يلقوا طاهرا.

وتقدّم طاهر حتّى نزل حلوان، فلم يلبث طاهر بعد دخوله حلوان إلّا يسيرا حتّى أتاه هرثمة بن أعين بكتاب المأمون والفضل بن سهل يأمرانه بتسليم ما حوى من المدن والكور إليه والتوجّه إلى الأهواز وفتحها. فسلّم ذلك إليه وأقام هرثمة بحلوان فحصّنها ووضع مسالحه ومراصده فى طرقها وجبالها. [٨١] وتوجّه طاهر إلى الأهواز.

المأمون يتسمّى أمير المؤمنين

وفى هذه السنة لمّا انتهى إلى المأمون قتل علىّ بن عيسى، تسمّى بأمير المؤمنين وسلّم عليه الفضل بذلك، وصحّ عنده الخبر بقتل طاهر عبد الرحمان بن جبلة الأبناوى وغلبته على عسكره، فدعا الفضل بن سهل وعقد له على المشرق من جبل همذان إلى جبل سقنان [١] والتبّت طولا ومن بحر فارس إلى بحر الديلم [وجرجان] [٢] عرضا وجعل له عمّاله ثلاثة آلاف


[١] . كذا فى الأصل. وما فى الطبري (١١: ٨٤١) : سقينان.
[٢] . زيادة من آوالطبري (١١: ٨٤١) .

<<  <  ج: ص:  >  >>