فى الإسلام حسن وحسين سيّدا شباب أهل الجنّة وإنّ هاشما ولد عليّا مرّتين، وإنّ عبد المطلب ولد حسنا مرتين وإنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ولدني مرتين من قبل حسن وحسين، فانّى أوسط بنى هاشم نسبا، وأصرحهم أبا، لم تعرق فىّ العجم، ولم تنازع فىّ أمّهات الأولاد، فما زال الله يختار لى الآباء والأمّهات فى الجاهلية والإسلام، حتّى اختار لى فى النار. فأنا ابن أرفع الناس درجة فى الجنّة، وابن أهونهم عذابا فى النار، وأنا ابن خير الأخيار، وابن خير الأشرار، وابن خير أهل الجنّة وابن خير أهل النار.
- «ولك الله، إن دخلت فى طاعتي وأجبت دعوتي، أن أومنك على نفسك ومالك وعلى كلّ أمر أحدثته إلّا حدا من حدود الله أو حقا لمسلم أو معاهد، فقد علمت ما يلزمك من ذلك وأنا أولى بالأمر منك وأوفى بالعهد لأنّك أعطيتنى من العهد [٤١٢] والأمان ما أعطيته رجالا قبلي، فأىّ الأمانات تعطيني أمان ابن هبيرة، أم أمان عمّك عبد الله بن علىّ، أم أمان أبى مسلم!»
[فكتب إليه أبو جعفر]
- «بسم الله الرحمن الرحيم أمّا بعد، فقد بلغني كلامك، وقرأت كتابك، فإذا جلّ فخرك بقرابة النساء لتضلّ به الجفاة والغوغاء، ولم يجعل الله النساء كالعمومة والآباء، ولا كالعصبية والأولياء لأنّ الله جعل العمّ أبا وبدأ به فى كتابه على الوالدة الدنيا ولو كان اختيار الله لهن على قدر قرابتهن كانت آمنة أقربهنّ رحما وأعظمهنّ حقّا أوّل من يدخل الجنّة غدا، ولكن اختيار الله لخلقه