واستخدمته لترخّى على يده ما لا يترخى على يد غيره وكفينا دخول من لا يؤمن بيننا.» فقبل منه وأطلقه وجعله خليفة للصاحب أبى علىّ ونظر وكفى. وكان بهاء الدولة يرعى له ما كان يخدمه به فى أيام الموفق والحواشي يحتمونه لانبساطه فى عطائهم وقضاء حوائجهم. ومضت مديدة فأعجب أبا الخطاب تخفيفه عنه، واستمال الجند وتوفر عليهم وأعطته الكفاية والسعادة ما كان له فى ضمنهما وتمسك بأبى الخطّاب وتمسك أبو الخطاب به وتفرد بالأمور وتقلدها وزارة ورئاسة. وخرج الصاحب أبو على من الوسط.
حوادث عدّة
وفى ليلة الجمعة لليلتين بقيتا منه توفّى أبو الحسن محمد بن عبد الله بن أخى ميمى المحدث.
وفى يوم الثلاثاء لثلاث خلون من شهر رمضان ورد الكتاب إلى أبى نصر سابور بذكر القبض على الموفق وأن يقبض على ولده وأهله وأصحابه وأسبابه فاستعمل الجميل وأنذر ولده وأقاربه حتى انصرفوا عن دورهم وأخذوا لنفوسهم. ثمّ أنفذ إلى منازلهم فكانت خالية منهم وأجاب عن الكتاب بأنّ الخبر سبق الى القوم قبل ورود ما ورد عليه به واقتصر على ان أدخل يده فى ضياعه بطريق خراسان مديدة. ثم كتب من فارس بالإفراج لولده أبى المعمر وأقرّ أبو نصر [٣٧] سابور وأبو القاسم الحسين بن محمد بن مما وأبو نعيم المحسن بن الحسن على ما كانوا يتولّونه.
وفى يوم السبت لليلتين بقيتا منه توفّى أبو الحسين ابن أبى الزيال الشاهد.
وفى روز أبان من ماه شهريور الواقع فى هذا الشهر أخرج الصاحب أبو