خرج عنها بدر الخرشنى- وكان يتولّى الحرب بها- وعاد إلى الحضرة. فلمّا خلت من صاحب معونة، قصدها علىّ بن حمدان فغلب عليها. وزاد فى مرض أبى عبد الله الحسين بن علىّ النوبختي ما رآه من انتقاض كلّ ما كان نظمه وما تمّ عليه من الحيلة، فآل أمره إلى السلّ.
وفى هذه السنة انكشفت الوحشة بين محمّد بن رائق وبين البريديين ذكر السبب فى ذلك
اتفق أن وافى أبو طاهر القرمطى الكوفة فدخلها فى شهر ربيع الآخر من سنة خمس وعشرين. فخرج ابن رائق من بغداد ونزل فى بستان ابن أبى الشوارب بقنطرة الياسريّة وأنفذ أبا بكر ابن مقاتل برسالة إلى أبى طاهر الهجري. وكان أبو طاهر يطالب بأن يحمل إليه السلطان فى كلّ سنة مالا وطعاما بنحو مائة وعشرين ألف دينار ليقيم فى بلده. وبذل له ابن رائق بأن يجعل ما التمسه رزقا لأصحابه على أن يكسر لهم السلطان جريدة وينفق فيهم ويدخلوا فى الطاعة ويستخدموا. وجرت خطوب [٥٥٥] بينهما ومخاطبات انصرف معها أبو طاهر إلى بلده من حيث لم يتقرّر له أمر مع ابن رائق وبلغ ابن رائق إلى قصر ابن هبيرة ثمّ عاد منها إلى واسط وكاشف البريدي واستوزر أبا الفتح الفضل بن جعفر بن الفرات.
ذكر السبب فى ذلك كان ظنّ ابن رائق أنّه إذا استوزر أبا الفتح جذب له الأموال من مصر والشام. فقدم أبو الفتح من الشام ولزم سليمان بن الحسن منزله وكان حمل