للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[رواية أخرى فى سبب قتل موسى الهادي]

وقد روى عن هرثمة [١] بن أعين فى موت الهادي ما رواه علىّ بن هشام المعروف بأبى قيراط عن محمّد بن أحمد بن الفضل الجرجرائى المعروف بقلنسوة، وكان وزير المتوكّل، قال: حدّثنى خالي الحسن بن رجاء بن أبى الضحّاك. قال: حدّثنى الحسن بن سهل قال: حدّثنى أبو خاتم هرثمة بن أعين بمرو قال: كنت اختصصت بموسى الهادي، وكنت مع ذلك شديد الحذر منه لإقدامه على الدماء، فاستدعاني فى نصف نهار يوم شديد الحرّ قبل أكلى، فارتعت وبادرت إليه فأدخلت من دار إلى دار حتّى قرّبت من دار حرمه. ثمّ نحّى عنّا جميع من كان بحضرته وقال لى:

- «اخرج، فأغلق باب هذه الحجرة وعد إلىّ.» فازددت جزعا وفعلت وعدت، فقال:

- «قد تأذيّت بهذا الكلب الملحد يحيى بن خالد، ليس له شغل إلّا تضريب الرجال علىّ واجتذابهم إلى صاحبه هارون. يريد أن يقتلني ويسوق الخلافة إليه، وأريد منك أن تمضى الليلة إلى هارون فتقبض عليه وتجيئني برأسه، إمّا أن تحتاط فى التدبير حتّى لا يفوتك وتفعل ذلك به فى دارك [٥٢٥] أو تخرجه [٢] من داره برسالة منّى تستدعيه فيها إلى حضرتى، ثمّ تعدل به إلى حيث تقتله فيه وتجيئني برأسه.» فورد علىّ أمر عظيم وقلت:

- «يأذن أمير المؤمنين فى الكلام؟» قال: «قل.»


[١] . لم نجد الرواية فى الطبري.
[٢] . فى آ: اختلاف فى اللفظ كالآتى: إمّا أن تفعل ذاك فى داره وتحتاط فى التدبير حتى لا يفوتك، أو تخرجه ...

<<  <  ج: ص:  >  >>