للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشمسة جوهرا نفيسا. وكان فى القافلة جماعة من وجوه الكتّاب وغيرهم.

فلمّا صار أهل هذه القافلة إلى فيد بلغهم خبر زكرويه وأصحابه، فأقاموا بفيد أيّاما ينتظرون تقوية لهم من قبل السلطان.

وصار زكرويه إلى فيد وبها عامل السلطان. فلجأ منه إلى أحد حصنيها مع مائة رجل وشحن الحصن الآخر بالرجال. فجعل زكرويه يراسل أهل فيد فى أن يسلّموا عاملهم ومن فيهم من الجند وأنّهم إن فعلوا ذلك آمنهم [٥٦] فلم يجيبوه إلى ما سأل، فحاربهم فلم يظفر منهم بشيء. فتنحّى إلى النّباج ثمّ إلى حفر أبى موسى.

ثمّ أنهض المكتفي وصيف بن صوراتكين ومعه من القوّاد جماعة إليه، فلقيه يوم السبت لثمان بقين من شهر ربيع الأوّل. فاقتلوا يومهم ثمّ حجز بينهم الليل، فباتوا ليلتهم يتحارسون. ثمّ عاودهم القتال فظفر بهم جيش السلطان فقتل منهم مقتلة عظيمة وخلصوا إلى زكرويه فضربه بعض الجند بالسيف، وهو مولّ على قفاه، ضربة اتصلت بدماغه. فأخذ أسيرا وخليفته وجماعة من أقربائه وخاصّته فيهم ابنه وكاتبه وزوجته. وعاش زكرويه خمسة أيّام ثمّ مات، فشقّ [١] ثم حمل بهيئته. وانصرف وصيف بمن كان حيّا فى يده من الأسرى ثم التقطت القرامطة واستأمن قوم منهم. [٢]

[ودخلت سنة خمس وتسعين ومائتين]

وفيها خرج عبد الله بن إبراهيم المسمعي عن إصبهان فى نحو عشرة آلاف من الأكراد وغيرهم مظهرا الخلاف على السلطان.

وفيها توفّى أبو إبراهيم إسماعيل بن أحمد عامل خراسان وما وراء النهر


[١] . فى الطبري (١٣: ٢٢٧٥) : فشقّ بطنه.
[٢] . انظر الطبري (١٣: ٢٢٧٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>