بغداد ولحق بأخويه. ولمّا تقرّر أمر البريدي أصعد الراضي بالله وابن رائق إلى بغداد. ودخل أبو عبد الله الحسين بن علىّ كاتب الأمير ابن رائق بغداد. [٥٤٥]
ذكر حيلة أبى بكر ابن مقاتل على الحسين بن علىّ النوبختي حتّى عزله عن كتابة ابن رائق
وكان أبو بكر محمّد بن مقاتل متمكّنا من ابن رائق التمكّن المشهور منحرفا عن الحسين بن علىّ النوبختي بعد المودّة الوكيدة. وكان هو أوصله إلى ابن رائق وأدخله فى كتابته فلهذا ولأنّ الحسين بن علىّ فوقه ومتفرّد بابن رائق- وهو المدبّر للملك والذي بنى لابن رائق تلك الرتبة العظيمة والذي ساق إليه تلك النعمة وجمع له تلك الأموال التي كان مستظهرا بها من ضمان واسط والبصرة- أشار على ابن رائق أن يعتضد بأبى عبد الله البريدي وأن يستكتبه ليتفق الكلمة ويجتمع جيش الأهواز إلى جيشه وقال له:
- «أيّها الأمير لك فى ذلك جمال عظيم لأنّه اليوم كالنظير لك فإذا تواضع وصار تابعا جاز حكمك عليه وسيقال لك: إنّ البريدي غدر بالسلطان وبياقوت فكيف تثق به؟ فالجواب عن هذا أنّه ليس يجمعكما أرض فتتمّ حيلته عليك كما تمّت على ياقوت وأنت غير قادر عليه إلّا بحرب وقد يجوز أن تظفر به أو [١] يظهر هو. فإذا كنّا قد انتهينا إلى هذه الحال معه فحطّه من الإمارة إلى الكتابة وتصييره تابعا ثمّ جذب رجاله [٥٤٦] وجيشه بالخدعة أو إنفاذه مع بجكم ليفتح لنا فارس وإصبهان أولى من دفعه عمّا
[١] . ويمكن أن يقرأ «لو» كما قرأه فى مد، لأنّ الكاتب وصل بين الألف والواو، شأنه فى مثل هذه المواضع. ويؤيّد قراءتنا ما فى مط: أو.