ولاختلاف كلمة الأولياء فيها ولأنّهم لا يأمنون الأتراك والقرامطة.
وكاتبا ابن رائق بذلك فعرضه على الراضي بالله وشاور فيه الحسين بن علىّ النوبختي فأشار بألّا يقبل منه ذلك وأن يتمّم ما شرع فيه من قصده ما دام قلبه قد نخب وأن يخرج الأهواز من يده ولا يقارّ بها. وأشار أبو بكر ابن مقاتل بقبول ما بذله وإقراره فى ولايته. فمال ابن رائق إلى الهوينا وقبل رأى ابن مقاتل وكان الرأى الصحيح مع النوبختي وكتب إلى ابن شيرزاد وابن إسماعيل وأذن لهما فى العقد والإشهار [١] ففعلا وانصرفا.
فأمّا المال فما حمل منه دينار [٥٤٤] واحد. وأمّا الجيش فإنّه أنفذ جعفر بن ورقاء لتسلّمه والنهوض إلى فارس به فوافى جعفر بن ورقاء الأهواز وتلقّاه أبو عبد الله البريدي فى الجيش كلّه كوكبة بعد كوكبة حتّى ملأ الأرض بهم واسودّت منهم حافّين بأبى عبد الله حوله فورد على جعفر بن ورقاء ما حيّره.
ثمّ أنفذت الخلع السلطانيّة إلى أبى عبد الله البريدي بالولاية وعمالة الأهواز فلبسها فى جامع الأهواز وانصرف إلى داره فمشى العسكر قوّادهم وفرسانهم وصميمهم وعبيدهم ورجالتهم بخفاقهم وراياتهم وأسلحتهم بين يديه. فيئس جعفر بن ورقاء وكان راكبا معه وانخزل وسقطت نفسه. فلمّا بلغ داره احتبسه واحتبس القوّاد معه والناس، وكان يوما عظيما.
ثمّ أقام جعفر بن ورقاء أيّاما فدسّ عليه البريدي الرجال فشغبوا وطالبوه بمال يفرّق فيهم رزقة تامّة للنهوض. فاستتر واستجار بالبريدى فأخرجه وعاد إلى الحضرة.
وعنى ابن رائق بأبى الحسين البريدي قبل هذه الحال حتّى انحدر من
[١] . ويمكن أيضا أن يقرأ ما فى النسختين: الإشهاد. وقرئ فى مد: الإشهار، كما أثبتناه.