ثم أمر علىّ عليه السلام، بحمل الهودج من بين القتلى. وقد كان القعقاع وزفر بن الحارث أنزلاه عن ظهر البعير، فوضعاه إلى جنب البعير. فأقبل محمد بن أبى بكر ومعه عمّار حتى احتملاه، وأدخل محمد يده.
فقالت:[٥٦٠]«من أنت، ويلك؟» قال: «أنا أخوك محمد.» قالت: «بل مذمّم!» قال: «يا أخيّة! هل أصابك شيء؟» قالت: «ما أنت من ذاك؟» قال: «فمن إذا الضّلّال؟» قالت: «بل الهداة.» وانتهى إليها علىّ فقال: «كيف أنت أمّه؟» قالت: «بخير.» قال: «يغفر الله لك.» قالت: «ولك.» وأما الزبير فإنه تبعه ابن جرموز فقتله. وأما الأحنف فقصد عليّا ومعه ابن جرموز.
فقال علىّ للأحنف:«تربّصت.» فقال: «ما كنت أرانى إلّا قد أحسنت، وبأمرك كان أمير المؤمنين، فارفق، فإنّ طريقك الذي سلكت بعيد، وأنت غدا أحوج منك أمس، فاعرف إحسانى،