للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- «ما دعاك إلى ما صنعت؟» قال:

- «إنّه أغلظ علىّ فى العذاب، فادّعيت ما ادّعيت، وأمّلت أن يأتى الله بفرج قبل قدومكم.» فأطلقهم يوسف، فمضوا، وتخلّف بالكوفة زيد بن علىّ وداود.

إقبال الشّيعة إليه

وأقبلت الشّيعة تختلف إلى زيد ويوسف يأمره بالخروج، وهو يعتلّ عليه.

وبلغ ذلك هشاما. فكتب إلى يوسف:

- «إنّه بلغني أنّ زيدا يحتجّ عليك فى مقامه بخصومة بينه وبين بعض آل طلحة فى مال بينه وبينهم بالمدينة، فليقم جريّا [١] يقوم مقامه.» وأزعجه، وقد كان بايعه سلمة بن كهل، ونصر بن خزيمة العبسي، ومعاوية بن إسحاق الأنصارى وناس من وجوه أهل الكوفة. فلمّا رأى ذلك داود بن علىّ قال:

- «يا ابن عمّ، لا يغرّنك هؤلاء من نفسك. ففي أهل بيتك لك عبرة.» وذكّره بأيّام علىّ وأيّام الحسن والحسين، ولم يزل به حتّى أخرجه معه، فشخصا حتّى بلغا القادسيّة. فاتبعه شيعته حتّى بلغوا الثعلبية، وقالوا له:

نحن أربعون ألفا، وإن رجعت إلى الكوفة لم يتخلّف عنك أحد.» فجعل يقول:

- «إنّى أخاف أن تخذلوني [١٣٥] وتسلّمونى كما فعلتم بأبى وجدّى.»


[١] . فليقم جريّا: كذا فى الأصل. فى مط: حربا. ما فى آمهمل. وفى الطبري (٩:
١٦٧٩) : فليجّر جريّا. بدل: فليقم جريا. الجرىّ: الوكيل. الضامن.

<<  <  ج: ص:  >  >>