من برّه بلسانه وأخاف أن يكون مشغول القلب بطارق تطرّقه وأنا مفكر فى ذلك.» قال أبو بكر ابن أبى سعيد: فلمّا خرجنا من عنده قال لى المافرّوخى:
- «هل رأيت أدهى من هذا الرجل وأذكر منه؟» فقلت: «لا.»
[صلح بين صاحب خراسان وبين أمراء بنى بويه]
وفيها خرج أبو مخلد وأبو بكر عبد الواحد بن أبى عمرو الشرابي حاجب الخليفة المطيع لله إلى صاحب خراسان فى الصلح بينه وبين أمراء بنى بويه وكتب معهما كتاب عن الخليفة. [١٩٦]
[ودخلت سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة]
وفيها مات أبو الفضل العباس ابن فسانجس بالبصرة وقلّد الديوان بعده أبو الفرج محمد ابنه وأجرى على رسم أبيه.
وفيها ليلة الجمعة للتاسع من جمادى الآخرة ولد الأمير أبو إسحاق إبراهيم بن معزّ الدولة بطالع السنبلة.
وفيها وافى أبو سالم ديسم بن إبراهيم الكردي منهزما من آذربيجان هزمه السلّار المرزبان وهو الذي حكينا أن ركن الدولة أسره وحبسه فى قلعة سميرم فاحتال حتى فكّ قيده وقتل صاحب القلعة وخرج منها- وسنحكى حيلته هذه فيما بعد- وعاد إلى آذربيجان واجتمع إليه من كان مع ديسم من الديلم وانصرف ديسم عنها وصار إلى الحضرة مستجيرا بمعزّ الدولة ومستنصرا. فأكرمه معزّ الدولة جدّا ووقع منه وأنس به وعاشره وحمل إليه مالا وثيابا وكان يسمّيه فى كتبه «الأخ أبو سالم» .