خطابه وانبساطه معى غير الأول إلّا أنّه لم تكن تخفى على وجهه كراهية لهذا الأمر ورتّب معى هذا الكانكلى رسولا بعد امتناعه، لكن ملك الروم لم يجد أحدا يجرى مجراه فى ثقته، فألزمه وساعده البركموس عليه، فقال له:
- «ليس بحضرة الملك أكبر منّى ومنك فإمّا أن تسير أو أسير.» وجدّ فى الأمر حتى ظننت أنّه فعل ذلك إيثارا لابعاده وحسدا لما رأى من اختصاصه.
[موت عضد الدولة وحضور رسول ملك الروم مجلس صمصام الدولة]
فهذه نكت معان من ألفاظ ابن شهرام وعضد الدولة عليل والناس عنه محجوبون فأمر بشرح ما جرى عليه أمره ليعرض- فإنّ علّة عضد الدولة التي توفّى فيها كانت فى هذا الوقت- وحضر رسول ملك الروم المذكور مجلس صمصام الدولة بعد وفاة عضد الدولة، وتسلمت الهدايا منه، وتمّم معه ما ورد فيه وكتب شرطان: أحدهما الهدنة التي قرّرها ابن شهرام على إتمام مبانيها وإلقاء مراسيها، والشرط الآخر بما تقرّر آنفا مع نقفور. [٥٩]
ذكر ما تقرّر فى أمر ورد وأخيه وولده
جرت مخاطبات تقرّر آخرها على أن يقيم نقفور وينفذ صاحبا له مع رسول من الحضرة ليأخذ خط ملك الروم وخاتمه لأخى ورد وابنه والأمان والتوثقة لهما بضمان الإحسان وإعادتهما الى مراتبهما القديمة وأحوالهما المستقيمة. فإذا وصل ذلك أقدما حينئذ على ملك الروم مع نقفور ويكون ورد مقيما فى هذه البلاد ممنوعا من طروق بلد الروم بإفساد، فإذا عرف ما يعاملان به من الجميل فى الوفاء بالعهد المبذول لهما اتبعا حينئذ وردا فى