للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلمّا اتصل به ما اختاره بختيار لنفسه من الخلع سكنت نفسه وهو حينئذ مع الأتراك وعند ألفتكين بتكريت [٤٣٤] فجرت بينه وبينهم مناظرات فى الرجوع الى بغداد فسألوه الامتداد معهم إلى الشام فلم يمكن ذلك لأنّ القوم منهزمون وعلى حال اضطراب فوعدهم من نفسه إذا ثبتت أقدامهم وكان له قوة وفيهم منعة أن يحتال لهم ويعود إليهم أو يدبر لهم فى الاجتماع معهم.

فاتفقوا على ذلك وانكفأ الطائع لله إلى داره ورحل الأتراك الى الشام [١] .

[عضد الدولة يأمر بعمارة دار الخلافة]

وتقدم عضد الدولة بعمارة دار الخلافة وتطرئتها وتجديد فرشها وآلتها وترتيب أسباب الخدمة فيها والتزم فى ذلك مالا جليلا وأخرج الجيش إليه متلقّين واستقبله بنفسه يوم الخميس لثمان خلون من رجب سنة أربع وستّين وكان أول اجتماعهما وانحدر معه فى حديدىّ كان أنفذه إليه ودخلا بغداد.

وكان طرح لعضد الدولة بين يديه كرسىّ وقد كان قبّل عضد الدولة الأرض له وجلس على الكرسىّ وأطافت بهما الزبازب والطيارات فى الماء وسار الجيش على شاطئ دجلة ودخل الخليفة داره واستقرّ على سريره.

وأنفذ عضد الدولة إلى خزائنه مالا كثيرا وثيابا وفرشا جليلا من جميع الأصناف وعدة من الخيل والمراكب والرقيق [٢] والآلات وقرّر يده فى ضياع الخدمة المرسومة بالخلفاء وقد كانت متشذبة قد تحيفها أسباب [٤٣٥] معز الدولة ثم أسباب بختيار فمنهم من تغلب على حدودها ومنهم من استقطع الخيلفة بعضها ومنهم من ضمن منها ما لم ينصفه من نفسه فيه ولم يسهل إخراج يده عنه فردّ عضد الدولة ذلك كله إلى حقّه.


[١] . ليراجع تاريخ أبى يعلى حمزة ابن القلانسي ص ١١.
[٢] . فى مد: الرفيق.

<<  <  ج: ص:  >  >>