للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

استوزره لسدّ مسدّه فورد ولم يكن منه ما ظنّ فيه. فبان منه العجز والقصور وتقاعد به الديلم وملك أصحاب بهاء الدولة السوس وجنديسابور.

وعرف صمصام الدولة ما جرى فأنفذ الصاحب أبا على ابن أستاذ هرمز وأصحبه مالا ففرّقه على الديلم وسار بهم إلى جنديسابور ودفع الأتراك عنها وجرت مع الأتراك وقائع كثيرة كانت اليد الطويلة لأبى علىّ فيها حتى أزاحهم عن بلاد [٤١٧] خوزستان وعادوا إلى واسط.

فخلت له البلاد ورتّب فيها العمّال وجمع منها الأموال [١] وتأمّل حال الاقطاعات بها. فجرى بين سيامرد بن بلجعفر وبين عامل لأبى علىّ تنازع فى حدّ وارتفع النزاع فيه إليه فأربى سيامرد فى القول بمجلسه فغاظه.

ذكر تدبير يدلّ على قوّة نفس وشهامة

أمر أبو علىّ أن يعمل عملا بما فى يد سيامرد وداود ولده وأبى [٢] على ابن بلعباس فاشتمل العمل على مائة ألف دينار وزيادة فأحضر الثلاثة المذكورين وكتّابهم للموافقة ثم عدل بهم إلى حجرة وقبض عليهم وقيّدوا وأخرجوا بعد أيام على النفي إلى بلاد الديلم.

وجعل إقطاعهم لخمسمائة رجل من الديلم الأصاغر وثلاثمائة رجل من الأكراد بعد أن أفرد منه شيئا للخاص فتمكنت هيبته فى الصدور وتضاعفت قوّته فى الأمور وتألّف قلوب الديلم وراسل وجوه الأتراك الذين مع بهاء الدولة واستمالهم، فأجابه بعضهم وصار إليه من جملتهم قراتكين الريحى فملأ عينه وقلبه بالإحسان.

واستمرت أحواله على الانتظام والتمكن من أعمال خوزستان من غير


[١] . وفى الأصل الأتراك.
[٢] . وفى الأصل: أبا.

<<  <  ج: ص:  >  >>