وفيها ورد أبو الحسين الباهلي برسالة ناصر الدولة ليقرّر ما بينه وبين معزّ الدولة فتقرّر على أن يحمل ناصر الدولة عن سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة ألف ألف درهم يقدّم منها ثلاثمائة ألف درهم وعن سنتي ثلاث وأربع ألفى ألف درهم يقدّم منها مائتي ألف درهم والباقي فى نجوم.
ولما تقرر الأمر بذل ناصر الدولة زيادة عشرة آلاف دينار على أن يعقد لابنه أبى تغلب فضل الله الغضنفر فلم يستجب معزّ الدولة إلى ذلك.
فلمّا كان مستهلّ جمادى الآخرة وردت الخمسمائة الألف الدرهم التي وقع الاتفاق عليها مع الباهلي وقبضت وصحّت فى الخزانة.
وأظهر معزّ الدولة الإصعاد إلى الموصل وأخذ يستعدّ له فسأله الباهلي التوقف [٢٦٥] عن المسير إلى أن يمضى برسالة إلى ناصر الدولة ويعود. فقيل له: تمضى وتلتمس ردّ ما لزم من النفقة على التأهب للسفر.
فمضى وأخرج معزّ الدولة مضاربه إلى باب الشماسية وخرج الحاجب سبكتكين وجماعة من القوّاد على المقدمة إلى الموصل وتبعه معزّ الدولة.
ومدّ الجسر الذي ببغداد إلى السن وعقد هناك وعبر عليه مع الجيش إلى الجانب الغربي وسار على الظهر إلى الموصل.
وكان الباهلي قد عاد بجواب الرسالة وبذل أن يحمل ثلاثمائة ألف درهم عوضا عمّا لزمه من النفقة على السفر فلم يقبل منه وانصرف الباهلي من تكريت وتمم معزّ الدولة المسير.
ولما بلغ ناصر الدولة أن معزّ الدولة قد قرب من الموصل ولم يكن له عزم على لقائه رحل من الموصل إلى نصيبين ورحل معزّ الدولة من الموصل إلى بلد فى آخر النهار وخلّف بالموصل أبا العلاء صاعد بن ثابت ليحمل