للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ذكر ارتفاع ابن بقية]

كان هذا الرجل من القرية المعروفة بأوانا وكان أبوه مزارعا وجدّه بقية واليه كان ينتسب، ونشأ فى أيام الفتنة وغلبه أهل الرستاق على طريق دجلة العليا ودخل فى غمارهم وانتسب إلى بعض عيّاريهم وكان جرى رسمه بتقلّد المآأصير [١] (؟) .

واتفق له أن اتصل بصاحب مطبخ معزّ الدولة المعروف بممله [٢] وكان ضامنا لتكريت [٣٦٢] وما يجرى معها من المآأصير العليا وأبواب المال فلما خدم ممله توجه معه وخفّ على قلبه فتدرج من حال إلى حال حتى استعمله على هذه الأعمال كلها وفوضها إليه. وكان فيه سماحة نفس وخفّة مع إقدام وتهوّر استفادهما من الحال التي نشأ عليها.

واتفق على ممله اتفاق سيىء من علل اتصلت به وإعراض من معزّ الدولة عنه. فشرع أبو طاهر ابن بقية فى ضمان أعماله وعنى به جماعة من الكتّاب لأجل ما كان يبذله لهم فعقدت الأعمال عليه إلّا أنّه لم ينفق على معزّ الدولة ولا وثق به على مطبخه فقلده غيره ووفى بمال ضمانه وأقبلت حاله تتزايد وصدره يتسع للبذل حتى غلب على الوزير أبى الفضل وقرب منه وتعلّق منه بعناية.

وتوفى معزّ الدولة فنفق على عزّ الدولة بختيار وبذل له مرفقا يوصله إليه مما ينظر فيه. فقبل بختيار منه ذلك وردّت إليه الوكالة وقلد المطبخ فبلّغ بالمرفق الذي بذله لبختيار عشرة آلاف درهم فى كل شهر واشترط أن ينصره على الكتّاب وأصحاب الدواوين ومنعهم من الاستقصاء عليه ويشدّ


[١] . كذا فى الأصل المآ أصير. فى مط: المااصير والمثبت فى مد: المآصير.
[٢] . فى مط: مهلة. فى كلا الموضعين.

<<  <  ج: ص:  >  >>