سليم أن يمدّه وهو قريب منه وقاتلهم ابن كعب في العصابة التي معه أشدّ قتال يكون.
اتفاق جيّد وقع لمالك حتى هزم النعمان ومن معه
[٣٣] ووجّه محنف ابنه إليه، عبد الرحمان [١] ، في خمسين رجلا. فانتهوا إلى مالك وأصحابه وقد كسروا جفون سيوفهم واستقتلوا. فلما رءاهم أهل الشام، وذلك عند المساء، ظنّوا أنّ لهم مددا، فانهزموا، واتبعهم مالك، فقتل منهم ثلاثة نفر، ومضوا على وجوههم. فأما غيره من سرايا معاوية، فإنّهم كانوا يظفرون ويقتلون ويغنمون وينصرفون.
وأما من حصل من قبل بالبصرة لأجل التضريب بين الناس، فإنّه بلغ ما أراد، ووقعت الفتنة والعصبية، فطمع أهل فارس، وكرمان في عمّال علىّ، فغلب أهل كلّ ناحية على ما يليهم، فأخرجوا عمّالهم.
فاستشار علىّ أصحابه في من يضبط به فارس وكرمان. فقال ابن عباس:
- «أدلّك على رجل صليب الرأى عالم بالسياسة، كاف، ولىّ.» قال: «من هو؟» قال: «زياد.» قال: «هو لها.» فتوجّه ابن عباس إلى عمله بالبصرة. وكان زياد يخلفه بها. فضمّ إليه أربعة آلاف رجل، وولّى فارس، فدوّخها حتى استقاموا. [٣٤]