إلّا باللعنات [١] . فأثّروا فى عسكر أبى الحسين وقتلوا ونهبوا وانصرفوا وبات عسكر أبى الحسين بقية ليلتهم يتحارسون. فلمّا أصبحوا ساروا إلى القوم فأوقعوا بهم وقتلوا منهم عدّة وانهزم علىّ بن كلويه ورجع أبو الحسين وقد نقع بعض غلّته إلّا أنّ فى صدره بعد حزازات.
وكتب إلى أخيه علىّ بن بويه بالبشارة والظفر بابن الياس وانهزامه وبعلىّ ابن كلويه وهربه. فورد عليه الجواب بأن يقف حيث انتهى ولا يتجاوزه.
وأنفذ إليه المرزبان بن خسره الجيلي أحد قوّاده الكبار ليبادر به إلى حضرته ويمنعه [٥٤٠] التلوّم والمراجعة وكاتب سائر القوّاد بمثل ذلك. فرجع إلى حضرته كارها لأنّه ما كان بلغ ما فى نفسه من علىّ بن كلويه وأصحابه.
فلمّا وصل إلى إصطخر أقام.
ذكر ما اتّفق له من الخروج إلى بلدان العراق حتّى ملكها
واتفق أنّ أبا عبد الله البريدي وافى فارس فى البحر لاجئا إلى علىّ بن بويه وذلك أنّ محمّد بن رائق وبجكم استظهرا عليه فى عدّة حروب وانتزعا الأهواز من يده وأشرفا على انتزاع البصرة منه. فخلّف أخاه أبا يوسف وأبا الحسين علىّ بن محمّد بها. فلمّا ورد حضرة علىّ بن بويه مستصرخا به أكرمه وأحسن ضيافته وبذل له أبو عبد الله- إذا ضمّ إليه الرجال- أن يمكّنه من أعمال العراق ويصحّح له أموالا عظيمة من الأهواز ويسلّم إليه ولدين له رهينة.
واستقدم علىّ بن بويه أخاه أبا الحسين من إصطخر فلمّا قرب منه تلقّاه
[١] . فى مد ومط: باللغات. وما فى الأصل يحتمل أن يكون «باللعنات» .