للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- «أنّ سورة عصاني. أمرته بلزوم الماء، فلم يفعل، وتفرّق أصحابه، وأصيب سورة فى جماعة من أصحابه.» فدعا هشام بنهار بن توسعه، فاستخبره الخبر، فأخبره بجميع ما شهد. وكان الجنيد أوفد إلى خالد، وأوفد خالد إلى هشام يحسّن أمره فى قتل سورة.

فقال هشام:

- «إِنَّا لِلَّهِ، وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ. ٢: ١٥٦ مصاب سورة بخراسان، والجرّاح بالباب.» فكان أبلى نصر بن سيّار يوم الشّعب، فانقطع سيفه، وانقطع سير [١] ركابه.

فأخذ سيور [٢] ركابه يضرب بها من كان يقاتله [٧٠] حتّى أثخنه، وسقط فى اللهب مع سورة جماعة يومئذ، فلم يشكر الجنيد لنصر ما كان من بلائه.

فقال نصر:

إن تحسدونى على حسن البلاء لكم ... يوما، فمثل بلائي جرّ لى حسدا

يأبى الإله الّذى أعلى بقدرته ... كعبي عليهم، وأعطى فوقكم عضدا

وضربي التّرك عنكم يوم فرقكم ... بالسّيف فى الشّعب، حتّى جاوز السّندا

[ذكر آراء أشير بها عليه، فأخذ بأصولها [٣]]

ولمّا أقام الجنيد بسمرقند، وانصرف خاقان إلى بخارى، وكان عليها قطن بن قتيبة، فخاف النّاس على قطن من التّرك. فشاورهم الجنيد. فقال قوم:

- «الزم سمرقند، واكتب إلى أمير المؤمنين يمدّك بالجنود.» وقال قوم:

- «بل تسير وتأتى ربنجن، ثمّ تسير منها إلى كسّ ثمّ إلى نسف، فتصل منها إلى أرض زمّ، وتقطع النّهر، فتنزل آمل، فتأخذ عليه بالطّريق.»


[١] . سير: كذا فى الأصل والطبري: سير. وفى الطبري (٩: ١٥٤٦) : سيور.
[٢] . سيور: كذا فى الأصل والطبري: سيور. وفى مط: سورة!
[٣] . نقلنا العنوان إلى فوق بسطرين.

<<  <  ج: ص:  >  >>