للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الهجرىّ، انزل.» فنزل، ونزل النّاس، فلم يتتامّ نزولهم حتّى طلع التّرك.

فقال المجشّر:

- «لو لقونا ونحن نسير، ألم يستأصلونا؟» فلمّا أصبحوا تناهضوا، فانكشفت طائفة وجال النّاس.

فقال الجنيد:

- «ايّها النّاس، إنّها النّار.» فتراجعوا، وأمر الجنيد رجلا فنادى:

- «أىّ عبد قاتل فهو حرّ.» فقاتل العبيد قتالا عجبا عجب منه النّاس، وجعل أحدهم يأخذ اللّبد، فيجوبه [١] ، ويجعله فى عنقه يتوقّى به، فسرّ النّاس بما رأوا من صبرهم، [٦٩] وحمل العدوّ، وصبر النّاس حتّى انهزم العدوّ. فقال موسى بن النّعر للنّاس:

- «أتفرحون بما رأيتم من العبيد! والله، إنّ لكم منهم ليوما أرونان [٢] ومضى الجنيد إلى سمرقند، فحمل عيال من كان مع سورة إلى مرو. وكان المجشّر صاحب رأى فى الحرب يرجع إليه. وأمّا عبيد الله بن حبيب فكان له تعبئة فى القتال وعلم به، وكان عبد الرّحمن بن صبح الحرقىّ إذا نزل الأمر العظيم فى الحرب، لم يكن لأحد مثل رأيه.

ولمّا انصرف التّرك إلى بلادهم بعث الجنيد بنهار بن توسعة مع ابن عمّ له إلى هشام بن عبد الملك يخبره.


[١] . فيجوبه: كذا فى الأصل: يجوبه. فى مط: يحويه يحويه (بالتكرار) . وما فى الطبري (٩: ١٥٤٣) : يجوبه. وفى حواشيه: فيحربه. جاب الثوب: قطعه.
[٢] . أرونان: كذا فى الأصل والطبري (٩: ١٥٤٣) : أرونان. فى مط: أروبان. وفى حواشي الطبري: أرونان، أزوفان، أروزبان.

<<  <  ج: ص:  >  >>