ذكر السبب فى ذلك وكان سبب ذلك أنّ الفضل بن يحيى خطب بنت خاقان الخزر، فحملت إليه، فماتت ببرذعة. وكان على أرمينية يومئذ سعيد بن سلم بن قتيبة فرجع من كان معها من الطراخنة إلى أبيها فأخبروه أنّ ابنته قتلت غيلة، فحنق لذلك وعمل ما عمل.
فولّى الرشيد أرمينية يزيد بن مزيد مع آذربيجان، وضمّ إليه قوّاد الجند ووجّهه، وأنزل خزيمة بن خازم نصيبين ردءا لأهل أرمينية.
وقيل أيضا: أنّ سبب دخول الخزر أرمينية فى زمن هارون كان أنّ سعيد بن سلم ضرب عنق [٥٥٩] المنجّم السلمىّ بفاس، فدخل ابنه بلاد الخزر فاستجاشهم، فدخلوا أرمينية من الثلمة، فانهزم سعيد، ونكحوا المسلمات وأقاموا سبعين يوما، فلمّا صار يزيد بن مزيد إلى أرمينية، خرج الخزر وسدّت الثلمة.
استقدام الرشيد علىّ بن عيسى من خراسان
وفيها استقدم الرشيد علىّ بن عيسى بن هامان من خراسان وكان سبب ذلك أنّه أبلغ عنه أمور عظام. وقيل: إنّه أجمع على الخلاف، فاستخلف علىّ بن عيسى ابنه يحيى ووافى حضرة الرشيد بأموال عظيمة، فردّه الرشيد إلى خراسان من قبل ابنه المأمون لحرب أبى الخصيب، فرجع. [١]
[ودخلت سنة أربع وثمانين ومائة]
ولم يجر فيها ما يكتب.
[١] . فى آ: ما يستفاد منه تجربة. انظر الطبري (١١: ٦٤٩) .