للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويستروح العمّال إلى إطلاق الشيء بعد الشيء لئلا يرهقوا بالمال جملة فربّما أقاموا سنتين وثلاثة.

وحلت التجارات فى صدورهم وإجازة ما يحصل لهم فى الطريق بغير ضريبة ولا مؤونة ثم تجاوزه إلى الدخول فى التلاجئ فملكوا البلاد واستطالوا على العمّال وحاموا على التجّار ومن اعتصم بهم فضعفت أيدى العمّال واستعبدوا الناس واستمرّ ذلك وازداد إلى اليوم.

[ودخلت سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة]

وفيها وافى أبو محمد الفياضى كاتب سيف الدولة إلى الموصل فى المحرم وتقرّر الأمر على أن عقدت الموصل وديار ربيعة والرحبة على سيف الدولة بألفي ألف درهم وتسعمائة ألف فى السنة وذلك لأنّ معزّ الدولة لم يستجب إلى عقدها على ناصر الدولة وعلى أن يقدّم من ذلك ألف ألف درهم ويطلق الأسارى الذين أسروا بسنجار.

فلمّا تقرر هذا انحدر معزّ الدولة وتأخر الوزير المهلبي والحاجب سبكتكين بالموصل والجيش بأسره معهما [٢٣٢] إلى أن يحمل مال التعجيل ثم وردا مع الجيش ومع أبى محمّد الفياضى كاتب سيف الدولة.

ذكر انحدار معزّ الدولة والسبب فيه بعد تمكّنه من ديار ربيعة ومضر

كان السبب فى إصعاده الإضاقة [١] الشديدة التي لحقته بعد الأمور التي ذكرناها وتأخر أموال الحمول عنه فعلم ناصر الدولة بذلك فانهزم من بين


[١] . فى مط: الإضافة، وهو خطأ.

<<  <  ج: ص:  >  >>