- «ما توجب الديانة ولا المروءة أن أغرّك.» وفارقنى وهو عاتب مستزيد على ما حدثت به من بعد ومضى الى أبى عمرو بن المسيحي وأبى اسحق صاحب أبى القاسم بن مما، فسألهما مثل ما كان سألنيه [١٠٢] وعاودا خطاب أبى القاسم وتنجّزا له الأمان. فما مضت مديدة حتى أخذه أبو الحسين بن راشد.
وكان لعمري من أهل الشر إلّا أنّ التأول عليه كان بمكاتبته أبا جعفر الحجاج عند حصوله بالنعمانية، ولأن أبا القاسم بن مما أغرى به للعداوة السابقة بينه وبينه.
وأخذ أيضا أبو الحسن محمد بن جابر وأبو القاسم علىّ بن عبد الرحمن ابن عروة ليفعل بهما مثل ما فعل بمن قدمنا ذكره.
فتلطف مؤيد الملك أبو على الحسين بن الحسن فى خلاصهما واستنقاذهما وكان ذلك فيما بعد سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة، إلّا أننا أوردناه فى هذا الموضع لاتصال بعض الحديث ببعض.
وتقدم عميد الجيوش عند مورده بسمل أبى القاسم بن العاجز وقد كان قبض عليه وأنفذ اليه الى واسط فسمل وضربت رقبته بعد السمل وطيف برأسه فى جانبي مدينة السلام وطرحت جثّته فى دجلة وذلك فى يوم الأحد لثمان بقين من ذى الحجة.
[ذكر ما عمله عميد الجيوش وأجرى أمور الأعمال والدواوين عليه]
فوّض إلى مؤيد الملك أبى على أمور الأعمال وتقليد العمال وتحصيل الأموال وكان ورد معه نائبا عنه وله فى الكتابة والكفاية القدم المتقدمة وفى