ذكر اتّفاق عجيب مع إضاعة حزم وهو السبب الذي سمى به قتيبة عبد الله بن وألان الأمين بن الأمين
كان السبب الذي سمّى قتيبة له عبد الله بن وألان الأمين بن الأمين أنّ مسلما الباهلىّ قال لو ألان:
- «إنّ عندي مالا أحبّ أن أستودعكه.» فقال:
- «أتريد أن يكون مكتوما أو لا؟» فكره أن يعلمه الناس. قال:
- «لا، بل أحبّ أن تكتمه.» قال:
- «ابعث به مع رجل تثق به إلى موضع كذا.» وأمره إذا رأى رجلا جالسا فى ذلك الموضع أن يضع ما معه وينصرف. قال:
- «نعم.» فجعل المسلم المال فى خرج وحمله على بغل [٤٧٥] وقال لمولى له:
- «انطلق بهذا البغل إلى موضع كذا، فإذا رأيت رجلا جالسا، فخلّ عن البغل وانصرف.» فانطلق الرجل بالبغل، وقد كان وألان أتى الموضع لميعاده، فأبطأ عليه رسول مسلم، ومضى الوقت الذي وعده، فظنّ أنّه قد بدا له، فانصرف، وجاء رجل من بنى تغلب، فجلس فى ذلك الموضع، وحضر الرسول مع البغل والمال، فرأى الرجل جالسا، فخلّى عن البغل ورجع. فقام التغلبىّ، فلما رأى البغل والمال ولم ير معه أحدا قاد البغل إلى منزله وقبض المال إليه.
وكان ظنّ مسلم أنّ المال صار إلى وألان، فلم يسأل عنه حتّى احتاج إليه، فلقيه وقال: