- «وما هؤلاء- أعزّك الله- حتّى يبلغ منك الغضب بسببهم هذا المبلغ، فنظنّه يرفقه [١] علينا حتّى يقول، على أنّى والله أعلم [٤٤١] أنّهم إن تخلّصوا انتشر منهم شرّ كثير وفساد فى الإسلام عظيم، فينصرف والله وقد أفتى بقتلنا وأشار عليه بإهلاكنا فيزداد علينا برأيه وكلامه غيظا.» ثمّ وكّل بأحمد بن إسرائيل وأبى نوح، عيسى أحمد بن محمد بن حمّاد دنقش فأسرف فى تعذيبهما ثمّ أقام أحمد بن إسرائيل يضرب وابن دنقش يقول:
- «أوجع.» فكان كلّ جلّاد يضربه سوطين يتنحّى، حتّى وفّوه خمسمائة سوط. ثمّ أقاموا أبا نوح فضربوه كذلك أيضا ضرب التلف. ثمّ حملا على بغلين من بغال السّقائين على بطونهما منكّسة رؤوسهما ظاهرة ظهورهما للناس، فتلفا فى الطريق.
وأمّا الحسن بن مخلد فتخلّص بخصلتين إحداهما أنّه صدقه عن جميع ما سأله عنه والآخر أنّ المهتدى كلّمه فيه وقال:
- «لأهله حرمة وأنا أحبّ صلاح شأنه.» فنجا من بينهم.
[انصراف مفلح من طبرستان]
وفيها انصرف مفلح من طبرستان بعد أن كان دخلها، وأخرج الحسن بن زيد.
[١] . كذا فى آوالطبري (١٢: ١٧٢٤) : يرفقه. فى الأصل ومط: يرققه.