للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأهل مؤانسته [١] التفاحة وما يجرى مجراها فيعبث بها ساعة ثم يدحرجها وعليه صورة وجه قد خطها بظفره لو تعمّد لها غيره بالآلات المعدة فى الأيام الكثيرة ما استوفى دقائقها ولا تأتّى له مثلها.

[شجاعته فى الحرب]

فإذا حضر المعارك وباشر الحروب فإنّما هو أسد فى الشجاعة لا يصطلى بناره ولا يدخل فى غباره ولا يناويه قرن ولا يبارزه بطل مع ثبات جأش وحضور رأى وعلم بمواضع الفرص وبصر بسياسة العساكر والجيوش ومعرفة بمكايد الحروب.

[اضطلاعه بتدبير الملك]

فأمّا اضطلاعه بتدبير الممالك وعمارة البلاد واستغزاز الأموال فقد دلّت عليه رسائله ولا سيما رسالته إلى أبى محمد ابن هندو [٢] التي يخبر فيها باضطراب أمر فارس وسوء سياسة من تقدمه لها وما يجب أن يتلافى به حتى تعود إلى أحسن أحوالها. فإنّ هذه رسالة يتعلم منها صناعة الوزارة وكيف تتلافى الممالك بعد تناهى فسادها وما منعه من بسط العدل فى ممالكه وعمارة ما يدبره منها.

إلّا أنّ صاحبه ركن الدولة مع فضله على أقرانه من الديلم كان على طريقة الجند المتغلبين يتغنّم [٣] ما يتعجل له ولا يرى النظر فى عواقب أمره وعواقب أمور رعيته وكان يفسح لجنده وعسكره على طريق مداراتهم ما لا


[١] . ذا فى الأصل ومط: مؤانسته. والمثبت فى مد: أنسته.
[٢] . هو على بن الحسين وكنيته أبو الفرج وترجمته فى إرشاد الأريب ٥: ١٦٨. (مد)
[٣] . والمثبت فى مط: بتغنم.

<<  <  ج: ص:  >  >>