للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إنسانا، فرأى بعض أصحاب السلطان [٤٨٩] فأشار فأخبرهم بمكان يحيى وأتاه بهم حتّى سلّمه إليهم.

وانتهى خبره إلى صاحب الزنج فاشتدّ جزعه عليه وعظم عليه توجّعه.

ثمّ حمل يحيى البحرانىّ إلى ابى أحمد الموفّق فحمله إلى سرّ من رأى إلى المعتمد. فأمر المعتمد ببناء دكّة بالحير فى مجرى الحلبة، ثمّ رفع للناس حتّى أبصروه، ثمّ ضرب مائتي سوط بثمارها [١] ، ثمّ قطعت يداه ورجلاه، ثمّ خبط بالسيوف، ثمّ ذبح وأحرق. ولمّا بلغ خبره صاحب الزنج قال:

- «كان عظم علىّ ما أصابه واشتدّ اهتمامي به، فخوطبت وقيل لى: قتله خير لك، إنّه كان شرها.» ثمّ حكى عنه حكايات فى غنائم خان فيها فاطّلع عليها، فوهبها له.

وكان أصحابه يحكون عنه أنّه كان يقول:

- «عرضت علىّ النبوّة فأبيتها.» فقيل له:

- «ولم؟» قال: «لأنّ لها عبئا خفت ألّا أطيقها.»

وفى هذه السنة انحاز أبو أحمد الموفّق من قرب الزنج إلى واسط ذكر السبب فى ذلك

كان السبب فى ذلك انّ الموفّق لمّا صار إلى نهر أبى الأسد كثرت العلل


[١] . ثمرة السوط: عقدة فى طرفه، تشبيها بالثمر فى الهيئة والتدلّى. ومنه: «أمر الجلّاد أن يدقّ ثمرة سوطه» أى لتلين، تخفيفا على الذي يضرب.

<<  <  ج: ص:  >  >>