للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال:

- «ينبغي أن تحرق هذا- يعنى جعفرا.» فلمّا مضى الرشيد أحرقه.

[فمن غريب ما سمع من أمره]

إنّ بعض الكتّاب قال: كنت أنظر فى ديوان النفقات وما يخرج من الخزائن، فانتهيت يوما إلى ورقة، فيها:

«وفى هذا اليوم أخرج إلى الأمير أبى الفضل جعفر بن يحيى أدام الله كرامته ما أمر أمير المؤمنين، بإخراجه إليه من الورق كذا، ومن العين كذا، ومن الفرش كذا، ومن الكسوة والطيب كذا، حتّى بلغ ما مقداره ثلاثون ألف ألف درهم.» [٥٧٤] ثمّ تصفّحت الأوراق، فانتهيت إلى ورقة فيها:

- «وفى هذا اليوم أخرج فى ثمن البواري والنفط الذي أحرق به جعفر بن يحيى أربعة دراهم ونصف وربع.» وقال سلّام: لمّا دخلت على يحيى فى ذلك الوقت وقد هتكت الستور وجمع المتاع قال لى:

- «يا با سلمة، هكذا تقوم القيامة.» قال سلّام: فحدّثت بذلك الرشيد بعد ما انصرفت إليه، فأطرق وبقي مفكّرا.

ووجدت فى بعض الكتب [١] : أنّ البرامكة قصدت عبد الله بن مالك الخزاعي بالعداوة، وكان الرشيد حسن الرأى فيه، وكانوا يغرونه [٢] به حتّى قالوا:


[١] . لم نجد هذه الرواية عند الطبري.
[٢] . فى مط: يعزونه.

<<  <  ج: ص:  >  >>