العبّاس ابن بعد شرّ فقيّدهم وأجلسهم على الأرض فى الحرّ الشديد ثمّ أخذ خطّ كلّ واحد من ولدي ابن الفرات بمائة ألف دينار وخطّ سعيد بن إبراهيم بمائتي ألف وخطّ أبى غانم كاتب المحسّن بمائتي ألف دينار، ووقع النداء على المحسّن وهشام وابني فرجويه والتهديد لمن وجدوا عنده بعد النداء بالنهب وإحراق المنازل وضرب ألف سوط. وواقف أبو الحسن شفيعا على أن يضمن عنده مالا إن ردّ إلى دار السلطان ولم يسلّم إلى أحد.
فذهب شفيع فخاطب فى ذلك المقتدر فقال له المقتدر:
- «إنّ مونسا ونصرا وهارون بن غريب قد أجمعوا [١] على أنّه لا يمشى للخاقانى أمر إلّا بتسليم ابن الفرات إليه وضمن أن يستخرج منه ومن ابنه وأسبابه [٢٢٤] ألفى ألف دينار.
فانصرف شفيع ووجّه إلى ابن الفرات بكاتبه يشرح الصورة له.
[كلام لابن الفرات فى وزارة الخاقاني]
فقال هذا الكاتب وهو الملقّب بالجمل: كنت أدخل إلى ابن الفرات فى كلّ يوم لتفقّد أحواله. فكنت أجده أقوى الناس نفسا وأصبرهم على نوائب الدهر. قال:
ولقد سألنى: عمّن تقلّد الوزارة.
فعرّفته أنّه أبو القاسم بن أبى على الخاقاني.
فقال: «السلطان نكب وما نكبت أنا.» وسألنى: «عمّن تقلّد الديوان- يعنى ديوان السواد، فقلت: