للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشام كلّها ما خلا تدمر. وأمر بثابت وبنيه الذين قطعوا، فقتلوا وصلبوا على أبواب دمشق.

وسار حتّى نزل القسطل من أرض حمص ممّا يلي تدمر وبينهما مسيرة ثلاثة أيّام وبلغه أنّهم عوّروا ما بينه وبينها من الآبار وطمّوها [٢٢٧] بالصخر، فهيّأ المزاد والقرب والعلف والإبل له ولمن معه. فكلّمه الأبرش بن الوليد وسليمان بن هشام وغيرهما، وسألوه أن يعذر إليهم. فأجابه، ووجّه الأبرش إليهم أخاه، وكتب إليهم يحذّرهم ويعلمهم أنّه يتخوّف أن يكون هلاكه وهلاك قومه، فطردوه ولم يجيبوه. فسأله الأبرش أن يأذن له فى التوجّه إليهم ويؤجّله أيّاما ففعل وأتاهم وكلّمهم وأعلمهم أنّهم حمقى ولا طاقة لهم به وبمن معه.

فأجابه عامّتهم وهرب من لم يثق به منهم.

فكتب الأبرش إلى مروان يعلمه ذلك، فكتب إليه مروان أن:

- «اهدم حائط مدينتهم، وانصرف إلىّ بمن تابعك.» [١] ففعل وقدم عليه بالرصافة.

ثمّ شخص إلى الرقّة ومضى حتّى نزل عند واسط على شاطئ الفرات فأقام ثلاثا. ثمّ مضى إلى قرقيسيا وابن هبيرة بها ليقدّمه إلى العراق لمحاربة الضحّاك بن قيس الشيبانى الحروري وكان خرج محكّما.

وأقبل جماعة نحو عشرة آلاف ممّن كان مروان قطع عليهم البعث بدير أيّوب لغزو العراق مع قوّادهم، حتّى حلّوا بالرّصافة. فدعوا [٢٢٨] سليمان إلى خلع مروان ومحاربته.

وفى هذه السنة دخل الضّحك بن قيس الشيبانى الكوفة. ذكر السبب فى خروج الضحّاك وقوّته [١] حتّى دخل الكوفة


[١] . تابعك: كذا فى الأصل وآ، ومط. ما فى الطبري (٩: ١٨٩٦) : بايعك.

<<  <  ج: ص:  >  >>