- «قد علمت والله أنّك قد نصحت وبالغت ولكنّ لى نفسا مشؤومة لا تصبر [٣٧٣] وسأعاود ما كنت فيه.» فقال له والدي:
- «خار الله لك.» وانصرفنا فقال لى والدي:
- «يا بنىّ ما رأيت قطّ أجهل من هذا الرجل ولا يموت مثله إلّا مقتولا أو فقيرا بأسوأ حال.» فكان الأمر على ما قدّر وأدّاه التخليط إلى أن قبض عليه القاهر فأزال نعمته وقبض أملاكه وهدّمت داره وأراد قتله حتّى زال أمر القاهر. ثمّ عاد أيضا إلى التخليط ومضى إلى البريديين لمّا خالفوا السلطان، ثمّ مضى إلى أبى الحسين أحمد بن بويه لمّا غلب على الأهواز، ثمّ وقع أسيرا لمّا انصرف الأمير أبو الحسين من نهر ديالى وصودر حتّى لم يبق له بقية واضطرّ إلى أن يخدم ناصر الدولة أبا محمّد ابن حمدان برزق مائة دينار فى كلّ شهر فكثرت فى عينه وكان ينفق مثلها كلّ يوم. ومات بالموصل، ونعوذ بالله من الجهل والإدبار.
[ودخلت سنة عشرين وثلاثمائة]
[وفيها انحدر مونس من الموصل إلى بغداد وقتل المقتدر بالله ذكر السبب فى ذلك]
كان السبب فى ذلك ما ذكرناه من استيحاش مونس. فلمّا تمّ له الانصراف إلى الموصل كتب الحسين بن القاسم إلى داود وسعيد ابني [٣٧٤] حمدان
[١] . العاقبة: كذا فى الأصل. وفى مط: العافية، كما أثبت فى مد.