السبب فى ردّ المقتدر إلى الخلافة بعد ما خلع وثقل مالهم واحتدّت مطالبتهم وكثر شغبهم وزاد تعدّيهم وبلغ ما لهم فى كلّ شهر من شهور الأهلّة مائة وثلاثين ألف دينار. فاتّفق أن شغّب الفرسان وطالبوا بأرزاقهم وناوشهم [١] الرجّالة فقتل منهم جماعة واحتجّ [٣٣١] السلطان على الفرسان بأنّ المال منصرف إلى الرجّالة، فحاربوهم حتّى طردوهم من دار السلطان، وركب محمّد بن ياقوت فنادى فيهم ألّا يقيموا ببغداد وكان من وجد منهم بعد النداء قبض عليه وأودع حبس الجرائم.
وهدمت دور عرفاء الرجّالة وركب فى ذلك ابن ياقوت وجدّد النداء فيهم ثمّ ظفر بنفر منهم فضربوا وشهّروا وقبضت أملاك الرجّالة المصافيّة وهدمت دورهم.
ثمّ هاج السودان بباب عمّار فركب محمّد بن ياقوت والقوّاد الحجريّة فأوقعوا بهم وضربوا الصقع بالنار. وكانت لأبى سعيد بن حمدان فيهم نكاية مشهورة وهربوا متفرّقين ثمّ اجتمع منهم جماعة من البيضان من رجّالة المصافيّة وغيرهم فكثر عددهم وانحدروا إلى واسط ورأّسوا على أنفسهم رجلا من الفرسان يعرف بنصر الساجي وطردوا عمّال السلطان بواسط، فانحدر إليهم مونس وأوقع بهم بواسط وقتلهم فلم يرتفع لهم راية بعد ذلك.
وفيها قبض على الوزير أبى علىّ ابن مقلة ذكر السبب فى القبض عليه
كان المقتدر متّهما لابن مقلة لممايلة [٣٣٢] مونس المظفّر وكان مستوحشا من مونس يظهر له الجميل، وانحرف عنه ياقوت لميل مونس