للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ورقاء بن جميل ومن كان معه من أصحاب الجلودي فقالوا لإسحاق:

- «إرجع معنا إلى مكّة ونحن نكفيك القتال.» فرجع معهم واجتمع إلى محمد [١٤٠] من كان معه، فتقاتلوا عند بئر ميمون يوما ثمّ عاودهم بعد ذلك بيوم، فكانت الهزيمة على أصحاب محمد بن جعفر. فبعث محمد بن جعفر رجالا من قريش فيهم قاضى مكّة يسألون لهم الأمان حتّى يخرجوا من مكّة ويذهبوا حيث شاءوا. فأجابهم إسحاق وورقاء إلى ذلك وأجّلوهم ثلاثة أيّام. ثمّ دخل إسحاق وورقاء مكّة وتفرّق الطالبيّون وأخذ كلّ قوم ناحيته.

وفى هذه السنة شخص هرثمة من معسكره إلى المأمون بمرو [١]

[ذكر خروج هرثمة ومراغمته للحسن والفضل وما آل إليه أمره]

لمّا فرغ هرثمة من أمر أبى السرايا ومحمد بن محمد العلوي ودخل الكوفة، أقام فى معسكره أيّاما. ثمّ أتى نهر صرصر والناس يظنّون أنّه يأتى الحسن بن سهل بالمدائن. فلمّا بلغ نهر صرصر خرج على عقرقوف [٢] ، ثمّ أتى البردان ثمّ أتى النهروان. ثمّ سار حتّى أتى خراسان فاستقبلته كتب من المأمون فى غير منزل أن يرجع فيلي الشام والحجاز. فأبى وقال:

- «لا أرجع حتّى ألقى أمير المؤمنين.» إدلالا منه عليه لما كان يعرف من نصيحته له ولآباءه وأراد أن يعرّف المأمون ما يدبّر عليه الفضل بن سهل وما يكتم عنه من [١٤١] الأخبار، وألّا يدعه حتّى يردّه إلى بغداد دار خلافة آباءه وملكهم، ليتوسّط سلطانه ويشرف على أطرافه. فعلم الفضل ما يريد


[١] . انظر الطبري (١١: ٩٩٦) .
[٢] . فى آ: عقرقوب.

<<  <  ج: ص:  >  >>