وجوهر. فممّا أخرج من منزله أطواف الخشب [٣٠٥] التي أعدّها، وأصنام وكتب فيها ديانته.
ثمّ دخلت سنة سبع وعشرين ومائتين
[خروج المبرقع اليماني بفلسطين]
وفيها خرج المبرقع اليماني بفلسطين على السلطان.
ذكر السبب فى ذلك كان سبب خروجه أنّ بعض الجند أراد النزول فى داره وهو غائب عنها وفيها إمّا زوجته وإمّا أخته، فمانعته ذلك، فضربها بسوط معه فاتّقته بذراعها فأثّر فيها. فلمّا رجع أبو حرب إلى منزله بكت وشكت إليه ما فعل بها وأرته الأثر الذي بذراعها من ضربه. فأخذ السيف ومشى إلى الجندي وهو غارّ [١] فضربه فقتله ثمّ هرب وألبس وجهه برقعا كي لا يعرف، فصار إلى جبل من جبال الأردن وطلبه السلطان فلم يعرف له خبرا.
وكان يظهر متبرقعا على الخيل فيراه الرائي فيأتيه ويذكّره ويحرّضه على الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ويذكر السلطان ويعيبه، فما زال حتى استجاب له قوم من الحرّاثين وأهل القرى، وكان يزعم أنّه أموىّ وقال الذين استجابوا [٣٠٦] له:
- «هذا هو السفياني.» فلمّا كثرت غاشيته وتبّاعه من هذه الطبقة دعا أهل البيوتات، فاستجاب له جماعة من رؤساء اليمانية وقوم من أهل دمشق، واتصل الخبر بالمعتصم
[١] . لا تشديد على الرّاء لا فى الأصل ولا فى الطبري (١١: ١٣١٩) وهو من تد (٥٢٦) .